2خيال لمبة
بصراحة انا بحب أخش بيوت الناس من وراهم. معملتهاش كتير، بس كنت مابفوّتش فرصة لو الحوار كمان هيدّفعلى فيه فلوس. الصالة كانت مكركبة وكان باين ان فيه خرتيت عازب عايش هنا. قعدت على الكنبة وقلّبت فى الزبالة اللى على الترابيزة. ورق بفرة، علب سجاير فاضية متاخد منها كل الكرتلات، و، أحا، حتة حشيش. مع انى ماليش فى الحشيش أوى خدتها عشان كانت تعملّها خمسيناية وممكن أعمل بيها اى مصلحة.
إتمشيت فى الدور الأول بدوّر على اى حاجة مريبة. المطبخ كان كله شنط محلات أكل مشهورة، واحدة فيهم كانت لسة مليانة، شميت الساندوتش لقيته معفن. خدت إزازة فانتا من التلاجة وطلعت الدور التانى. الواد ده شكله هربان من حاجة، او إتخطف، او سافر يصيع فى حتة، او اى حاجة تانية، مش عارف. إتمنيت أتكعبل فى جثته فوق عشان أريح دماغى واخد بقيت الفلوس، وبالمرة أواسى نهى بقى وأعرّفها ان فى رجالة كتير فى البلد غيره.
الدور التانى كان فيه أربع أوض كل واحدة أد محل منصف. تلاتة كان باين انهم بتوع أهل الواد، كانوا معبّقين والتراب خلى البياضات تغْمق. الحمام كان على عكس ماتوقعت نضيف وكان فيه يجى ست علب جل على الحوض. مكانش فيه جثة فى البانيو للأسف. أوضته كانت زى الصالة، غالية بس متبهدلة. فتشت الدولاب بس ماكنتش عارف بدور على أيه بالظبت وسط لبسه المرْكات، سرحت شوية وبعدين خدت بالى انى بقلّب فى الهدوم كأنى هشترى. قعدت على طرف السرير وفتحت اللابتوب بتاعه. كل المعلومات هتبقى هنا، على الأقل هشوف كان بيشيّت مع مين وفى إيه قبل مايختفى. ابن الوسخة كان عامل باسورد.
كملت إزازة الفانتا وانا باصص لبواقى أكل بين زراير الكيبورد وبفكر فى كلمة تانية أجربها. جربت نهى وعادل لوحدهم، ومع بعض، وكل أسماء الدلع اللى ممكن تمشى مع الإسمين، وكل أرقام التليفونات اللى البت إدتهالى، ولا اى ابن متناكة. قررت آخد اللاب معايا واديه لفؤاد، واد صاحبى عايش فى دور الهاكرز وممكن يكرّكه. قمت أدوّر على شنطة اللاب بس لمحت من ورا إزاز البلاكونة عربية شاهين نبيتى واقفة قدام البوابة، أكيد ماكنتش موجودة وانا داخل. دققت لقيت الجنزير والقفل مرميين على أرض الممر، احا. جريت ناحية باب الأوضة وبصيت فى الطورقة، مافيش حد. إتْسحّبت ناحية السلم ودلدلت راسى عشان أشوف فيه ايه تحت. خيال إتنين رجالة سبق صوتهم.
“ياعم سيبك من ام الموبايل ده، ما سوسته قالك الحاجة على كومبيوتر الواد.”
“سوسته ده عيل ابن متناكة بيحوّر، بس ماشى خلينا ورا الكداب.”
“طب دوّر انت هنا وانا هدوّر فوق.”
رجعت للأوضة وانا بحاول ماتنفسش ومشيت على الموكيت عشان معملش صوت عالى بالجزمة. رفعت الباب من الأكرة وانا بقفله عشان مايزيّئش وسندت عليه بضهرى. حمدت ربنا انى قاومت وماولعتش سجاير فى الفيلا، عشان انا أتعلمت الدرس ده قبل كده، بس ندمت إنى شربت فانتا عشان فجأة جاتلى رغبة مُلحّة فى الطرطرة. لازم أستخبى، الدولاب ابن وسخة فيه رفوف بالعرض، والسرير مقفّل من تحت، أستخبى تحت كومة الهدوم دى؟ كده بخرّف. لازم أخلع من هنا، خدت اللابتوب تحت باطى وزقيت باب البلاكونة الألوميتال براحة. شفت واحد ساند على العربية النبيتى بيشرب سيجارة، اكيد نادورجى تبعهم. لو نطيط هايشوفنى.
كنت سامع الأبواب بره بتتفتّح. أستخبى ورا الباب وأضربه بإزازة الفانتا لما يخش؟ لازم أحور عليه. أقول صاحب عادل؟ شكلهم غلط ومش صُحاب الواد، وهيتحفّل عليا لو حاولت أعمل عبيط.
طلّعت الموبايل وإتصلت بنمرة عادل، كنت لسه واقف جنب باب البلكونة عشان لو العملية باظت أفلّق وكسمها فى طيزها. ماسمعتش رنة الموبايل بس سمعت صوت الراجل اللى مابيحبش سوسته بينادى الراجل اللى لو فتح الباب ده هاحدف عليه إزازة الفانتا وانط من البلكونة.
“ياض يا رامى، فى نمرة مش متسجلة بتتصل اهى.”
“استنا انا جايلك، ماتردش.” صوته كان جاى من ورا الباب عِدّل.
هاقول ايه لولود المتناكة دول؟ لازم أسمع هما بيقولوا ايه. حطيط اللاب على السرير تانى وقلعت الجزمة الجلد بسرعة، عشان كده بحب الجزم اللى من غير رباط. طلعت بره ومشيت من غير اى صوت ناحية السلم، ركزت عشان أسمع. شميت ريحة شرابى ودعيت انها ماتكونش بالقوة دى تحت. كان لسة التليفون بيرن وهما بيتناقشوا فى حاجة ملحقتش أسمعها.
“أفتح عليه بس ماتتكلمش، شوف هايقول إيه.”
أول ما فتح بِعدت شوية عشان مايسمعوش صوتى.
“…”
“…”
كس ام دى خطة. ماكنتش عارف أقول أيه. كنت سامعهم بيوشوشوا بعض تحت.
“…”
“بتعملوا ايه عندكوا ياولود المرة المتناكة؟”
زعيقهم جالى من تحت أسرع من الموبايل. “ولود مرة مين يابن الأحبة، لو عرفتك هطلع دين امك.”
دخلت الأوضة تانى وقفلت الباب عشان أعرف أعلّى صوتى وأتَقمّص الشخصية كويس، ورحمة أمى لوريهم دماغ البرشام.
“انا الرائد حسام من مباحث امن الدولة ياكسمك، وبقولك تجيلى بالزوق بدل ماجى واجيبك انت والخول اللى واقف جمبك والخول التانى اللى ساند على عربيتكوا الشاهين دلوقتى.”
“يا باشا…”
“أسمع الكلام، انا مش عايز أجيلك عشان ماصحيش الناس المحترمة اللى ساكنين حوالين الفيلا، بس لو قعدت تبشبشلى هاجى أفرّج عليكوا الحى كله.”
“يا با..أجيلك فين طب يا باشا، والله إحنا بندور على حاجة لواحد صاحبنا يا باشا.”
قعدت على السرير ولبست الجزمة تانى وانا ماسك الموبايل بكتفى وودانى. فكرت أسألهم بيعملوا ايه هنا وأعرف اى حاجة عن عادل، بس قلت هتفقّس وش، خصوصاً انى لازم أخدهم فى دوكة عشان مايلحقوش يفكروا كتير.
“تطلع، تركب عربيتك، وتمشى يمين وتجيلى فى ميدان الإتحاد. انا واقف بالقوات هناك.”
سكتوا شوية، كنت سامع صوتهم بيفكروا هايعملوا ايه. يا رب مايطلعوش أذكيا، او أغبيا أوى.
“حاضر يا باشا.”
سمعت صوت جريهم تحت. قمت، فتحت باب البلكونة شوية، وولعت سجارة وانا شايفهم بيجروا ناحية العربية وبيشاوروا للواد التالت عشان يركب. ركبوا العربية والواد كان سواق الصراحة، فى ثانية كان راجع بضهره لليمين وخطفها ناحية الشمال، أختفى من قادم الفيلا وهو بيحرق بنزين.
نزلت باللابتوب ومش عارف ليه كنت مِتْرب وخايف يبقى فيه واحد رابع تحت. خرجت من الفيلا كأنها بتاعتى، الشارع كان لسه هادى. إتمشيت لغاية ميدان الإتحاد عشان آخد حاجة تودينى للواد فؤاد، او زى مامسمى نفسه على النت: فوئش فوكس 7. ماكنتش بحب أروح عنده البيت عشان كان عيل معفن مابيقومش من على الجهاز غير عشان يقعد على الكبانيه. مرة شخ على روحه عند منصف عشان مايقومش من على جيم جنيرالز. من ساعتها منصف مادخلوش المحل. ماكنتش مصاحبه مصلحة بس، برغم كل عيوبه كنت بعزُّه وبحب دماغه فى حاجات.
إتصلت بيه وانا رايح عند خليفة أجيب آيس كريم. نبتدى نصرف الفلوس بقى، كان ريقى ناشف فشخ. بيرن، أكيد لسه نايم، كان عاطل وعمره ماهيكون صاحى الساعة إتناشر الضهر. جبت كوباية آيس كريم وخرجت قعدت آكل منها على عربية وانا باصص للشارع واللاب على حجرى.
يادين امى. رجلى كانت وجاعنى خول، كنت حاسس انى بجرى من الصبح. الناس ظهرت شوية فى الشوارع، وواحد حبوب منهم قال الكوممنت الظريف بتاع آيس كريم فى ديسمبر وهو معدى من جمبى. كُسّمُه، ما علينا. ماكنتش عارف أعمل ليه. مش عايز أرجع المحل تانى، بيت فوئش عند ميدان الحرية. من هنا، ميكروباص وابقى فى حِجرُه.
وانا بفكر ليقت العربية الشاهين جاية براحة من شارع مية وخمسة ناحية مانا واقف. قلّقَت فى الأول وبعدين إفتكرت انهم مايعرفوش شكلى. ركنوا على نفس صف خليفة. السواق كان بيزعق للإتنين التانين. عملت عبيط وإتدنجلت ناحية عربيتهم وانا لسه بستمتع بالآيس كريم. كنت عايز أشوفهم كويس وأحفظ وشوشهم، وبالمرة أحاول أسمع هما بيقولوا إيه.
أشكال ضالة كلها، السواق كان مربى شنب غريب الشكل، أكنه كان عايز يبقى فوشه علامة مميزة. سندت على شجرة ورا عربيتهم على طول ورميت ودنى. شنبو كان بيسبلهم الدين عشان كروديات. واضح انه جابهم ميدان الإتحاد عشان يثبتلهم ده.
“حد فيكم يروح يجيب الزفت ملفيلا.”
“نروح كلنا.”
“مفيش حكومة اهو ياعم، خلينا نخلص من ام الحوار ده بقى.”
“يازميلى انا مش رايح تانى، مش لازم يكونوا حكومة، بس فيه حد مراقبنا، انا مش مطمن.”
“انا مع رامى، طب على الأقل نيجى بالليل فى يوم تانى، الجهاز مش هيطير.”
“آمين، نروح لسوسته دلوقتى ونقوله اللى حصل، لو ابن المتناكة ده لبّسنا يبقى لينا كلام تانى معاه.”
شنبو كان شكله مابيحبش سوسته برضو. عايز أعرف مين سوسته ده. لو كان معايا عربية كنت أترْتهم. ماكنش فيه تاكسى عشان أعمل زى الأفلام وأقوله إطلع وراهم. صوّرت نمرة العربية بالموبايل قبل ما يمشوا، وكلمت فوئش تانى. رد، حتى صوته كان معمّص.
“ألوه.”
قاومت أقوله يدخله، ان كان ليك عند الكلب حاجة.
“انا فارس، جايلك فى حوار، شغل.”
“إمتى؟”
“حالاً، أجيبلك آيس كريم معايا؟”
“هات ام خمسة جنيه.”
“هشوف حاضر، سلام.”
طلعت السلم القديم بتاع بيت فؤاد، كان عايش مع أبوه وأمه. الإتنين كانوا بيشتغلوا مع انهم مستريحين وعندهم محلات. أكيد فى الشغل دلوقتى، مش طالبة أسلم على “عمو وطنط” على الصبح. فؤاد كان “بيشتغل” برضو من على الكومبيوتر. زمان كان بيبع إسطوانات ألعاب وأفلام للعيال أيام ماكان اللى عندو سى دى رياتر ده برنس. حالياً، زى مابيقول يعنى، بيعمل مواقع على النت.
فتحلى الباب ودخل من غير مايتكلم، إتدحرج لأوضته وانا وراه، كان بيدعك عينه وكرشه بيتهز قدامه. أوضته كانت عاملة زى أوضة عادل، بس على أصغر وأوسخ. كان ديماً ريحتها سجاير وضرب عشرات. قعد على كرسى الكومبيوتر الجلد وولع سجارة ميريت، خد أول نفس وإتاوب وهو بيبص على اللابتوب اللى حطيته على مكتبه.
“فين الآيس كريم؟”
#مَغْلى_فشخ
إتمشيت فى الدور الأول بدوّر على اى حاجة مريبة. المطبخ كان كله شنط محلات أكل مشهورة، واحدة فيهم كانت لسة مليانة، شميت الساندوتش لقيته معفن. خدت إزازة فانتا من التلاجة وطلعت الدور التانى. الواد ده شكله هربان من حاجة، او إتخطف، او سافر يصيع فى حتة، او اى حاجة تانية، مش عارف. إتمنيت أتكعبل فى جثته فوق عشان أريح دماغى واخد بقيت الفلوس، وبالمرة أواسى نهى بقى وأعرّفها ان فى رجالة كتير فى البلد غيره.
الدور التانى كان فيه أربع أوض كل واحدة أد محل منصف. تلاتة كان باين انهم بتوع أهل الواد، كانوا معبّقين والتراب خلى البياضات تغْمق. الحمام كان على عكس ماتوقعت نضيف وكان فيه يجى ست علب جل على الحوض. مكانش فيه جثة فى البانيو للأسف. أوضته كانت زى الصالة، غالية بس متبهدلة. فتشت الدولاب بس ماكنتش عارف بدور على أيه بالظبت وسط لبسه المرْكات، سرحت شوية وبعدين خدت بالى انى بقلّب فى الهدوم كأنى هشترى. قعدت على طرف السرير وفتحت اللابتوب بتاعه. كل المعلومات هتبقى هنا، على الأقل هشوف كان بيشيّت مع مين وفى إيه قبل مايختفى. ابن الوسخة كان عامل باسورد.
كملت إزازة الفانتا وانا باصص لبواقى أكل بين زراير الكيبورد وبفكر فى كلمة تانية أجربها. جربت نهى وعادل لوحدهم، ومع بعض، وكل أسماء الدلع اللى ممكن تمشى مع الإسمين، وكل أرقام التليفونات اللى البت إدتهالى، ولا اى ابن متناكة. قررت آخد اللاب معايا واديه لفؤاد، واد صاحبى عايش فى دور الهاكرز وممكن يكرّكه. قمت أدوّر على شنطة اللاب بس لمحت من ورا إزاز البلاكونة عربية شاهين نبيتى واقفة قدام البوابة، أكيد ماكنتش موجودة وانا داخل. دققت لقيت الجنزير والقفل مرميين على أرض الممر، احا. جريت ناحية باب الأوضة وبصيت فى الطورقة، مافيش حد. إتْسحّبت ناحية السلم ودلدلت راسى عشان أشوف فيه ايه تحت. خيال إتنين رجالة سبق صوتهم.
“ياعم سيبك من ام الموبايل ده، ما سوسته قالك الحاجة على كومبيوتر الواد.”
“سوسته ده عيل ابن متناكة بيحوّر، بس ماشى خلينا ورا الكداب.”
“طب دوّر انت هنا وانا هدوّر فوق.”
رجعت للأوضة وانا بحاول ماتنفسش ومشيت على الموكيت عشان معملش صوت عالى بالجزمة. رفعت الباب من الأكرة وانا بقفله عشان مايزيّئش وسندت عليه بضهرى. حمدت ربنا انى قاومت وماولعتش سجاير فى الفيلا، عشان انا أتعلمت الدرس ده قبل كده، بس ندمت إنى شربت فانتا عشان فجأة جاتلى رغبة مُلحّة فى الطرطرة. لازم أستخبى، الدولاب ابن وسخة فيه رفوف بالعرض، والسرير مقفّل من تحت، أستخبى تحت كومة الهدوم دى؟ كده بخرّف. لازم أخلع من هنا، خدت اللابتوب تحت باطى وزقيت باب البلاكونة الألوميتال براحة. شفت واحد ساند على العربية النبيتى بيشرب سيجارة، اكيد نادورجى تبعهم. لو نطيط هايشوفنى.
كنت سامع الأبواب بره بتتفتّح. أستخبى ورا الباب وأضربه بإزازة الفانتا لما يخش؟ لازم أحور عليه. أقول صاحب عادل؟ شكلهم غلط ومش صُحاب الواد، وهيتحفّل عليا لو حاولت أعمل عبيط.
طلّعت الموبايل وإتصلت بنمرة عادل، كنت لسه واقف جنب باب البلكونة عشان لو العملية باظت أفلّق وكسمها فى طيزها. ماسمعتش رنة الموبايل بس سمعت صوت الراجل اللى مابيحبش سوسته بينادى الراجل اللى لو فتح الباب ده هاحدف عليه إزازة الفانتا وانط من البلكونة.
“ياض يا رامى، فى نمرة مش متسجلة بتتصل اهى.”
“استنا انا جايلك، ماتردش.” صوته كان جاى من ورا الباب عِدّل.
هاقول ايه لولود المتناكة دول؟ لازم أسمع هما بيقولوا ايه. حطيط اللاب على السرير تانى وقلعت الجزمة الجلد بسرعة، عشان كده بحب الجزم اللى من غير رباط. طلعت بره ومشيت من غير اى صوت ناحية السلم، ركزت عشان أسمع. شميت ريحة شرابى ودعيت انها ماتكونش بالقوة دى تحت. كان لسة التليفون بيرن وهما بيتناقشوا فى حاجة ملحقتش أسمعها.
“أفتح عليه بس ماتتكلمش، شوف هايقول إيه.”
أول ما فتح بِعدت شوية عشان مايسمعوش صوتى.
“…”
“…”
كس ام دى خطة. ماكنتش عارف أقول أيه. كنت سامعهم بيوشوشوا بعض تحت.
“…”
“بتعملوا ايه عندكوا ياولود المرة المتناكة؟”
زعيقهم جالى من تحت أسرع من الموبايل. “ولود مرة مين يابن الأحبة، لو عرفتك هطلع دين امك.”
دخلت الأوضة تانى وقفلت الباب عشان أعرف أعلّى صوتى وأتَقمّص الشخصية كويس، ورحمة أمى لوريهم دماغ البرشام.
“انا الرائد حسام من مباحث امن الدولة ياكسمك، وبقولك تجيلى بالزوق بدل ماجى واجيبك انت والخول اللى واقف جمبك والخول التانى اللى ساند على عربيتكوا الشاهين دلوقتى.”
“يا باشا…”
“أسمع الكلام، انا مش عايز أجيلك عشان ماصحيش الناس المحترمة اللى ساكنين حوالين الفيلا، بس لو قعدت تبشبشلى هاجى أفرّج عليكوا الحى كله.”
“يا با..أجيلك فين طب يا باشا، والله إحنا بندور على حاجة لواحد صاحبنا يا باشا.”
قعدت على السرير ولبست الجزمة تانى وانا ماسك الموبايل بكتفى وودانى. فكرت أسألهم بيعملوا ايه هنا وأعرف اى حاجة عن عادل، بس قلت هتفقّس وش، خصوصاً انى لازم أخدهم فى دوكة عشان مايلحقوش يفكروا كتير.
“تطلع، تركب عربيتك، وتمشى يمين وتجيلى فى ميدان الإتحاد. انا واقف بالقوات هناك.”
سكتوا شوية، كنت سامع صوتهم بيفكروا هايعملوا ايه. يا رب مايطلعوش أذكيا، او أغبيا أوى.
“حاضر يا باشا.”
سمعت صوت جريهم تحت. قمت، فتحت باب البلكونة شوية، وولعت سجارة وانا شايفهم بيجروا ناحية العربية وبيشاوروا للواد التالت عشان يركب. ركبوا العربية والواد كان سواق الصراحة، فى ثانية كان راجع بضهره لليمين وخطفها ناحية الشمال، أختفى من قادم الفيلا وهو بيحرق بنزين.
نزلت باللابتوب ومش عارف ليه كنت مِتْرب وخايف يبقى فيه واحد رابع تحت. خرجت من الفيلا كأنها بتاعتى، الشارع كان لسه هادى. إتمشيت لغاية ميدان الإتحاد عشان آخد حاجة تودينى للواد فؤاد، او زى مامسمى نفسه على النت: فوئش فوكس 7. ماكنتش بحب أروح عنده البيت عشان كان عيل معفن مابيقومش من على الجهاز غير عشان يقعد على الكبانيه. مرة شخ على روحه عند منصف عشان مايقومش من على جيم جنيرالز. من ساعتها منصف مادخلوش المحل. ماكنتش مصاحبه مصلحة بس، برغم كل عيوبه كنت بعزُّه وبحب دماغه فى حاجات.
إتصلت بيه وانا رايح عند خليفة أجيب آيس كريم. نبتدى نصرف الفلوس بقى، كان ريقى ناشف فشخ. بيرن، أكيد لسه نايم، كان عاطل وعمره ماهيكون صاحى الساعة إتناشر الضهر. جبت كوباية آيس كريم وخرجت قعدت آكل منها على عربية وانا باصص للشارع واللاب على حجرى.
يادين امى. رجلى كانت وجاعنى خول، كنت حاسس انى بجرى من الصبح. الناس ظهرت شوية فى الشوارع، وواحد حبوب منهم قال الكوممنت الظريف بتاع آيس كريم فى ديسمبر وهو معدى من جمبى. كُسّمُه، ما علينا. ماكنتش عارف أعمل ليه. مش عايز أرجع المحل تانى، بيت فوئش عند ميدان الحرية. من هنا، ميكروباص وابقى فى حِجرُه.
وانا بفكر ليقت العربية الشاهين جاية براحة من شارع مية وخمسة ناحية مانا واقف. قلّقَت فى الأول وبعدين إفتكرت انهم مايعرفوش شكلى. ركنوا على نفس صف خليفة. السواق كان بيزعق للإتنين التانين. عملت عبيط وإتدنجلت ناحية عربيتهم وانا لسه بستمتع بالآيس كريم. كنت عايز أشوفهم كويس وأحفظ وشوشهم، وبالمرة أحاول أسمع هما بيقولوا إيه.
أشكال ضالة كلها، السواق كان مربى شنب غريب الشكل، أكنه كان عايز يبقى فوشه علامة مميزة. سندت على شجرة ورا عربيتهم على طول ورميت ودنى. شنبو كان بيسبلهم الدين عشان كروديات. واضح انه جابهم ميدان الإتحاد عشان يثبتلهم ده.
“حد فيكم يروح يجيب الزفت ملفيلا.”
“نروح كلنا.”
“مفيش حكومة اهو ياعم، خلينا نخلص من ام الحوار ده بقى.”
“يازميلى انا مش رايح تانى، مش لازم يكونوا حكومة، بس فيه حد مراقبنا، انا مش مطمن.”
“انا مع رامى، طب على الأقل نيجى بالليل فى يوم تانى، الجهاز مش هيطير.”
“آمين، نروح لسوسته دلوقتى ونقوله اللى حصل، لو ابن المتناكة ده لبّسنا يبقى لينا كلام تانى معاه.”
شنبو كان شكله مابيحبش سوسته برضو. عايز أعرف مين سوسته ده. لو كان معايا عربية كنت أترْتهم. ماكنش فيه تاكسى عشان أعمل زى الأفلام وأقوله إطلع وراهم. صوّرت نمرة العربية بالموبايل قبل ما يمشوا، وكلمت فوئش تانى. رد، حتى صوته كان معمّص.
“ألوه.”
قاومت أقوله يدخله، ان كان ليك عند الكلب حاجة.
“انا فارس، جايلك فى حوار، شغل.”
“إمتى؟”
“حالاً، أجيبلك آيس كريم معايا؟”
“هات ام خمسة جنيه.”
“هشوف حاضر، سلام.”
طلعت السلم القديم بتاع بيت فؤاد، كان عايش مع أبوه وأمه. الإتنين كانوا بيشتغلوا مع انهم مستريحين وعندهم محلات. أكيد فى الشغل دلوقتى، مش طالبة أسلم على “عمو وطنط” على الصبح. فؤاد كان “بيشتغل” برضو من على الكومبيوتر. زمان كان بيبع إسطوانات ألعاب وأفلام للعيال أيام ماكان اللى عندو سى دى رياتر ده برنس. حالياً، زى مابيقول يعنى، بيعمل مواقع على النت.
فتحلى الباب ودخل من غير مايتكلم، إتدحرج لأوضته وانا وراه، كان بيدعك عينه وكرشه بيتهز قدامه. أوضته كانت عاملة زى أوضة عادل، بس على أصغر وأوسخ. كان ديماً ريحتها سجاير وضرب عشرات. قعد على كرسى الكومبيوتر الجلد وولع سجارة ميريت، خد أول نفس وإتاوب وهو بيبص على اللابتوب اللى حطيته على مكتبه.
“فين الآيس كريم؟”
#مَغْلى_فشخ
5 years ago